من بحر الطويل
(أنا والشعر )
وفي الشعرِ ذو شوقٍ عظيمٍ بذكرهِ
فإنْ جئتُ كي أنساهُ صعباْ أُحاولُ
فما بعد فطمي كان دوماً برفقتي
هو القلبُ أيضاً بل دمٌ هو سائلُ
فُطِمتُ فلم أشعرْ بفطمي ، فلا ولن
أعيفَ القوافي والحروفُ حواملُ
وأرضعتُ أقلامي بحبرٍ سوا دهُ
كما الشمسِ عن حقٍّ حروفي تُناضلُ
وغازلتُ نسواناً فذابتْ بِشوقها
على روعةِ الأشعارِ لمّا تُغازلُ
وأشهرتُ سيفي ضدّ باغٍ هجوتهُ
وذو الحرفِ بالبتّارِ حتماْ لَقاتِلُ
وصيرتُ صدري للقوافي كروضةٍ
فيسقي بها نهرٌ وتشدو بلابلُ
عروسٌ لقد كانت بقربي قصائدي
وزفّت بفجرٍ حينَ غنّت عنادلُ
فمن فرْطِ وجدي قد نطرتُ مجيئها
كمثلِ حمامٍ ناغمتهُ الجوازلُ
فإنّي كتبتُ الشعرَ عشقاً وحكمةً
وقد صرتُ للفرسانِ دوماً أنازلُ
وغازلتُ أوطاناً بحرفي ومهجتي
وقلبي ، فإنّ القومَ عندي أماثلُ
وبالحزنِ قد أبكيتُ عيناً بحرقةٍ
كأنّ المنايا للكرامِ تُنازِلُ
إذا كنتُ ذا يأسٍ كبيرٍ وعلّةٍ
فزعتُ بأشعارٍ وعندي قوافلُ
وإنْ كنتُ بالآثامِ حقاً بغفلةٍ
رجعتُ وعندي للإلهِ رسائلُ
وأجعلُ شعري باكياً عند ربّهِ
فيا ربّنا ماخابَ عندك سائلُ
(1 )الجوازل: جمع جوزل فرخ الحمام
(2 ) عنادل: جمع عندليب
(3 )أماثل:خيار الناس
بقلمي
عبد المجيد محمود حاج مواس
مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق