مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية

السبت، 27 أكتوبر 2018

الشاعر/ عاطف رضوان المومني

بحر مجزؤ الوافر
كلمات:عاطف رضوان المومني
لماذا فــــــي مدينتنا نقولُ الصّـــدقَ أحيانا؟
ونكذِبُ كلّما سَنحتْ ونتبعــهـــــا بِحــِلفانــــا
ونَحسِدُ بعضنا بعضاً ونشهــــدُ فـــيــهِ بُهتانـا
ونلعقُ بصقةً بُصِقتْ مـــــن(المختـــار)ألوانا
إذا ما كفّـــه صَفعتْ شِرافَ القــــومِ أرضانا
لماذا فـــي مجالسنا نُحَيِّــــيْ مـــن تَحـــدّانا؟
وعند الجـــدِّ لا أحــدٌ يثــــورُ بوجـــــه طُغيــانا
نقول :وما لنــا شأنٌ ليحْكـــمَ كــان مــــن كان
ليذهبَ غيْرَنا معهُـــمْ فــنحـــنُ نُحـــبّ مــولانا
فمـــولانا لـــه أزلامُ أنــصــابٍ ونِـسْـــــــوانــا
ومولانا لـــه زمــــنٌ يـــواعـــدنــــا وينســـــانا
ويَحرِمُنا بـــلا سببٍ يُســـــاومُ فـــــي قضايانا
فـــلا تعنيهِ أرمــلـــةً ولا يَعنيــــــه جَـــوْعـــانا
ينام وبطنِهِ تَخـــــــمٌ وطــــول اليوم سكـــــرانا
لمـــاذا فـــــي مدينتنــا ترى الدّحْنونَ ذبلانا؟
فـــلا مـــاءٌ ولا كــلأ ولا أعشـــاشُ عُقْبـانا
ولا بِمروجِهـــا نَفَشتْ أيائِيـــْلٌ وغِــــــزلانا
ولا في سفحهـــا نبتتْ بُصيْــــلاتِ (الحُليَّانا)
ولا عكُّـــوبَ تقطِفَــهُ أسيــــلٌ مــــن صبايانا
وفوقَ جُسورِ غُربتنا شعور فيـــــــه خِذلانا
لماذا فـــي مدينتهـــم تـــرى الدّحنون ريّانا؟
طيور البطّ تصحبهم دلافيــــــــنٌ وحِيتــــانا
فـــلا تخشى بنادقَهم ولا تصليهــــا نيـــرانا
فبينا فــــي مـــدينتنا قـــد اصطدنا الكراوانا
ومــا أبقينا من حجلٍ وزرزور وســمـــانــــا
وغـــابات نـــدمـرها ونــحــرقــهــا بنيـــرانا
لماذا فـــــي مدينتنــا نفــــاقٌ فــــــي سجايانا؟
وخـوفٌ مفـــرطٌ فينا وقـــهـــــرٌ فــي ثــنايــانا
وأن الله فـــي بلـــــدي نـــسينـــاهُ فـــأنــســــانا
فـــلا نــرجوه مرحمة ولا نــــرجــوه غُفـــــرانا
وأن الحبّ فـــي بلدي عظيــــمُ الـــــذّنبِ كُفْرانا
لمــاذا فـــي مــدينتنــا أعـــاريــبٌ وعُــــربــانا؟
ففيهـــــا واحــــدٌ يرثٌ وآخــــــرُ ليسَ ورثـــانا
وفيها المالُ محتكــــــرٌ علــــى زيـــــدٍ وعِمرانا
وفيهــــا الشـــحُّ مقتسمٌ علــــى الفقـــراء أطنـانا
وفيهــا الإبــن (حراثٌ)ٍ كمـــا الــــرّعيانُ رعيانا
يفتشُ عـــــن خبيزاتٍ وكـلبُ الشّيـــخِ بَطـــرانا
لأنّـــهُ فــــي مدينتهـــم أمــــانـــات وإيـــــمــانا؟
يعيشُ الفرد مفتخـــــراً لـــه شـــرفٌ وميــــــزانا
فــــــلا أحــدٌ ينازعــــه حـــــقوقــــاً كيفمـــــا كان
لأنّه فـــــــي مجالسهم نـعيش الـــحب ألــــوانا؟
فـــلا حِـــــقدٌ ولا حسدٌ ولا ذمٌ وشِـــتْــمـــــانـــــا
ولاجــوعٌ ولاعــــــطشٌ بــأريـــافٍ وشـــــطـــآنا
*********

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق