قصة قصيرة -- قلوب معذبة
نسمات الربيع لا تدوم ، وخفقات القلوب تزداد ألماً ، إنها قلوب معذبة ، ما أصعب جراح القلوب ، قلبها ينزف ، وينزف ، وينزف ، إنه ينزف ألماً وشوقاً وحباً على من تحب ، لو كان الأمر بيدها لغيرت مجرى الأمور ، كل ما حولها يقول ، يا من اسمك مشتق من باقة الزهور رفقاً بنفسك ، قد يأتي بعد الخريف ربيع يذيب الجراح ويحي القلوب ، نظرت إليهم ثم أردفت قائلة : لقد وعدت قلبي بالسعادة ولم أوفى بالوعود ، ثم صمتت قليلاً ، إنها في حالة احتقان ، لقد انهمرت العبرات فارتوت الخدود فامتدت إليها القلوب تمسحها إنها تذوب وتذوب ، إنها عبرات قلب فاض حبه عبر الوريد يشعر به القريب والبعيد تجد أثره في نظراتها ، في خطواتها ، في أنفاسها ، فكيف الخلاص من حب ملأ كيانها كأن حبيبها يقول لها :هل من مزيد ، فجلست مخاطبة صوت قادم من بعيد ، ألم يحق لهذا الحب أن يجيب ، ألم يحق أن يكون لي بنات وبنين أراهم أمام عيني يلعبون ويمرحون ، أراهم في أحضان أمي يقبلون يديها وما عليها من تجاعيد ، سكتت برهة ، ثم أردفت قائلة إنه أصعب حب ، إنه قدري ، وكيف الفرار من قدراً ، قدر لي ، فهل من مجيب ؟ ثم نظرت حولها قائلة : لماذا تتكالب الظروف على قلبي الطريد ، إنها يغشاها حب فوقه حب ، فوقه حب ، إنه غريق ، إنه غريق ، غريق في بحر متلاطم الأمواج إنه بحر الحب أمواجه تؤلمني كالسياط النازلة على الجسد النحيل ، إنها عذابات فوقها عذابات ، آه ، من عذاب قلبي ، آه ، من ألامه ، آه ، من نزع حب كنزع أشواك من عنق الوريد ، قولوا لي يا من تحملون لي حباً في قلوبكم ، كيف أميت حبي ، كيف أريح قلبي من جراحه إنه ينبض ألماً ، إنه ينزف كعصفور ذبيح تتناثر قطرات دمه فوق الزهور ، يرقص رقصة الموت ، هل من مجيب ؟ هل من مجيب ؟ فأجابها الصوت القادم من بعيد قائلاً لها : استعيني بالصبر والزمن كفيل بشفاء جراح القلوب المعذبة.
تمت
بقلم / جمال إبراهيم
مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية
الجمعة، 17 مايو 2019
الكاتب/ جمال إبراهيم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق