مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية

الجمعة، 17 مايو 2019

الكاتب/ جمال إبراهيم

قصة قصيرة -- قلوب معذبة
نسمات  الربيع  لا تدوم ،  وخفقات القلوب  تزداد ألماً ،  إنها قلوب  معذبة ، ما أصعب  جراح القلوب  ، قلبها  ينزف ، وينزف ، وينزف   ، إنه ينزف  ألماً  وشوقاً  وحباً على من تحب  ، لو كان الأمر بيدها لغيرت  مجرى  الأمور ، كل  ما حولها يقول ، يا من اسمك  مشتق من  باقة  الزهور رفقاً بنفسك ، قد يأتي بعد  الخريف ربيع يذيب الجراح ويحي القلوب ، نظرت إليهم ثم أردفت  قائلة : لقد وعدت قلبي بالسعادة ولم أوفى بالوعود ، ثم صمتت قليلاً ، إنها في حالة احتقان ، لقد انهمرت العبرات فارتوت الخدود فامتدت إليها القلوب تمسحها إنها تذوب وتذوب ، إنها عبرات قلب فاض حبه عبر الوريد يشعر به القريب والبعيد  تجد أثره في نظراتها ، في  خطواتها ، في أنفاسها ، فكيف الخلاص من  حب ملأ  كيانها كأن  حبيبها  يقول  لها  :هل من مزيد ، فجلست مخاطبة صوت قادم من بعيد ، ألم  يحق  لهذا  الحب أن يجيب ، ألم يحق  أن يكون لي  بنات وبنين  أراهم أمام عيني يلعبون ويمرحون  ، أراهم في أحضان أمي  يقبلون يديها وما عليها من تجاعيد ، سكتت برهة ، ثم أردفت قائلة إنه أصعب حب ، إنه قدري ، وكيف الفرار  من  قدراً   ، قدر  لي ، فهل من مجيب  ؟ ثم نظرت حولها قائلة : لماذا  تتكالب الظروف على قلبي الطريد ، إنها  يغشاها  حب  فوقه حب ، فوقه حب ، إنه غريق ، إنه غريق ،  غريق في  بحر   متلاطم  الأمواج إنه  بحر الحب أمواجه تؤلمني  كالسياط النازلة  على الجسد النحيل  ،  إنها  عذابات فوقها عذابات  ،  آه   ،  من عذاب قلبي ، آه ، من ألامه ، آه ،  من   نزع    حب  كنزع أشواك من عنق  الوريد ، قولوا  لي  يا من  تحملون  لي  حباً  في  قلوبكم  ، كيف  أميت حبي ، كيف  أريح قلبي من جراحه إنه ينبض ألماً  ، إنه  ينزف كعصفور ذبيح تتناثر  قطرات دمه  فوق الزهور ،  يرقص رقصة الموت ، هل من مجيب    ؟ هل من مجيب ؟ فأجابها الصوت القادم من بعيد قائلاً لها :  استعيني بالصبر  والزمن كفيل بشفاء جراح القلوب المعذبة.
تمت
بقلم / جمال إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق