الشاعر/ د. عابدين محمود البرادعي

( طعم الصباح  )
دعيني أرسم على شفتيك
خيوط الشمس حينما تشرق
متلهفة على صباحك وتمتزج
مع رحيق هاتين الشفتين
وتقتبس من منها حروف الغرام
التي تولد الشوق وتلهب الاحتواء
دعيني اتلمس الدفئ الذي
سكن عينيك وارتشف قهوتي
من ندى شفتيك التي تمنحني
نشوة الصباح ومعزوفة اللقاء
بعينيك ودفئ اناملك التي تداعب
شعري وتمتلك يدي
دعي لهيب الشوق يغمرك
ويغمرني تحت عباءة الحنين
ويغسل ألم البعد ويروي
نبض قلبي كذخات المطر
عندما يحضن السحاب الامل
وينصهر من شدة الغرام والاحتواء
فتتبسم الشمس وتلتقفها قلوب البشر
دعيني ارتشف الشهد من بين هاتان
اللؤلؤتان حتى افقد صوابي ولا
اعرف كيف اعبر عن جنوني الذي
يتبعثر على قمم انتظاري
الذي طال به الامل حتى تبخر
وصار سحابا يسير في كل مكان
يجدك به حتى يظلك من حرارة الشمس
دعيني اقبلك مرة واحده
حتي يكتب تاريخ ميلادي من جديد
وانسى الماضي والحاضر والمستقبل
وانسى سجلات حياتي
دعيني اكون كلك وتكوني كلي
وهمسي ونبضي وعقلي
لا تخجلي من جنوني وحروفي
فكلماتي تخرج من القلب وتباركها الروح
وترسو على بستان زهورك
فتنبت زهور الصدق وتقترب منها
خادمات النحل لترتشف رحيقها
المتناثر على شفتيك .
د. عابدين محمود البرادعي