مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية

الخميس، 31 يناير 2019

الكاتب/ عادل الصفار

أربع قصص للأطفال
تاليف / عادل الصفار
عاقبة الغفلة
جميع الطالبات في الصف يعرفن زميلتهن حنين كما تعرفها معلماتها.. فهي فتاة مهذبة ومجدة في دراستها وتحضيرها لواجباتها.. لكنّ الذي حصل اليوم أثناء الأمتحان في مادة الانجليزي أمر لا يُصدّق، فبعد أن أخرجت حنين من حقيبتها دفتراً وضعت عليه ورقة الأمتحان وباشرت في الأجابة على الأسئلة فُوجِئت بأنه الدفتر المخصّص لمادة الانجليزي.. فارتبكت وبدت خائفة وتغير لون وجهها وهي تحاول إخفاء الدفتر داخل الرحلة.. لكنّ المعلمة لمحتها فسارعت إلى خطف الدفتر من يدها وفتحته فرأته يخصّ مادة الانجليزي.. صرخت المعلمة بوجه حنين وسحبت منها ورقة الإمتحان ووضعت عليها صفراً.. أما حنين فقد تلعثم لسانها بالكلام، وخنقتها عبرة البكاء، ونكست رأسها خجلة من نظرات زميلاتها لها وهي تردد مع نفسها: 
ـ كيف سأبرّر موقفي.. وأثبت براءتي..؟!بكت حنين بحرقة وهي تقول: ـ صدقوني.. لم أقصد الغش.. وما حصل كان في غفلة مني..!!
لكنها أيقنت من خلال نظرات معلمتها لها وابتسامات وضحكات زميلاتها بأن للغفلة نتائج سيئة.. فيجب علينا أن نكون منتبهين دائماً.. ونحذر الغفلة فقد لا يعذرنا أحد..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصفارة
شاهدت المعزة كلب الحقل وهو يعلق حول رقبته صفارة كبيرة.. وسمعته يتتم مع نفسه قائلاً: هذه صفارة الخطر.. استعملها حين يهاجم الحقل ذئب شرس فانفخ بها بقوة كي تصدر صوتاً عالياً فيتنبه الجميع لوجود الخطر ويتحذرون منه.. ثم أقوم انا بواجبي في ملاحقة الذئب والقضاء عليه.
وذات ليلة عاصفة تعالى صراخ المعزة وهي تردد: الذئب يهاجم القرية.. احذروا الكلب يطلق صفارة الخطر.. فاستيقظت جميع الحيوانات فزعة يرتطم بعضها ببعض ولا تعرف أين تتجه وهي تشعر بخوف شديد.. لكنها سرعان ما سمعت صوت الكلب مردداً: ما هذه الضجة..؟! لماذا انتم خائفون وتستغيثون..؟! لا يوجد أي خطر يهدد القرية..!!
فقالت له المعزة: اذاً لماذا اطلقت صفارة الخطر..؟!
وهنا تعجب الكلب واندهش كثيراً.. لكنه ما لبث حتى قال للمعزة ضاحكاً: يبدو انك سمعت صوت الريح وهي تمر من خلال القصب المنتشر بكثافة على شاطئ النهر.
وهنا نكست المعزة رأسها خجلة.. بينما ضحك الآخرون وهم يسمعون صفير الريح في القصب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدعسوقة
في الحدائق والمتنزهات والحقول تمرح الطيور والفراشات والنحلات وغيرها من الكائنات اللطيفة الجميلة التي نحبها ونفرح لمشاهدتها.. ونحن بالتأكيد نعرف أهميتها فالنحلات تعطينا العسل اللذيذ الذي نحبه كثيراً وهو مفيد لأجسامنا ويعالج الكثير من الأمراض التي قد تصيبنا.. والفراشات المُرفرفة بأجنحتها الملونة تنقل اللقاح بين الأزهار.. ولكن هناك حشرة صغيرة لا تقل جمالاً عن الفراشات والطيور؛ إنها الدعسوقة التي نجدها دائماً على الأشجار والنباتات والأزهار، وهي على ألوان متعددة منها الأحمر والبرتقالي والأبيض وجميعها منقطة بنقاط سوداء.. ولم نكن نعرف أهميتها إلا حين خرجنا في سفرة عائلية الى إحدى المتنزهات الكبيرة.. وبعد أن لعبنا ومرحنا كثيراً جلسنا مجتمعين لتناول الطعام.. وفي هذه الأثناء حطّت دعسوقة برتقالية بنقاط سوداء على يد أمي.. فتجمعنا حولها نتأملها فرحين بها.. قالت أختي فلة: ـ أوه.. كم أحبها ليتني أضعها في بيت زجاجي وأعتني بها.
وقال أخي الكبير وسام: هي جميلة حقاً ولكنها من دون فائدة.. بل انها تضر بالمزرعات فقد نجدها دائماً على الأشجار المثمرة والنباتات..!!
وما كاد أخي وسام أن يكمل كلامه حتى وجدتُ أبي يحدق في وجهه مندهشاً.. وقال له:
ـ من أين جئتَ بهذه المعلومة الخاطئة يا وسام..؟!! فالحقيقة على عكس ما قلته تماماً.
وهنا توجهنا بأسماعنا وأبصارنا الى أبينا ونحن في غاية الشوق لمعرفة أهمية هذه الدعسوقة الجميلة وفوائدها.. وما هي إلا لحظات حتى عرفنا أن وجود الدعسوقة على الأشجار والنباتات والأزهار له أهمية بالغة جداً فهي تحميها من الحشرات الضارة، لأنها تجعل من الحشرات الضارة غذاءً لها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين نسيت مظلتي..!!
بالأمس لم يبتسم وجه الصباح بِشروق شمس ترسل خيوط أشعتها الذهبية لتلتمع على جدران المباني واغصان الأشجار.. حملت حقيبتي وتوجهت إلى مدرستي.. وفي الطريق كنت منشغلاً بمشاهدة قطع من الغيوم الدكناء تتجمع في الفضاء.. وفجأة تذكرت شيئاً مهماً.. مظلتي..!! لقد نسيت مظلتي.. كيف بي لو صادف خروجي من المدرسة أثناء هطول المطر..؟.. واستمر تجمع الغيوم حتى الدرس الأخير.. وأنا ازداد قلقاً فالسير تحت المطر يزعجني كثيراً.. وما ان رن الجرس معلناً نهاية الدوام حتى حملت حقيبتي واتجهت مسرعاً نحو البيت.. لكني فور وصولي تذكرت كتاب العلوم.. لقد نسيته فوق منضدة الدرس ولم اضعه داخل الحقيبة عند مغادرتي غرفة الدرس.. ماذا افعل وغداً لدي امتحان في هذه المادة..؟!
فخرجت من البيت مهرولاً نحو المدرسة.. وفي الطريق فاجأني المطر بغزارة.. ولم تكن مظلتي معي كذلك لقد نسيتها وأنا افكر في الكتاب والامتحان.. وأخيراً.. عدت إلى البيت ومعي كتابي ولكن بأي حال ٍ وصلت..؟!! كأني خارج لتوي بملابسي من حوض للسباحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق