مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية

الاثنين، 25 فبراير 2019

لرائحة الاموات بقلم الشاعر/فتحي مهذب

فتحي مهذب

 

       لرائحة الأموات مذاق جميل .

                 

أنا لا أخاف الأموات...
حين يطلون من كوة الباب..
بعيون زجاجية ثاقبة..
وينادون باسمي..
لنثرثر أمام النهر المتجمد
مثل وعول قطبية..
أو نطارد جنازة قس..
بقداس منسدل الايقاع..
أو ندمر طائرات ورقية..
خذلتها مكيدة الجاذبية..
بمقص حلاقة عائلي..
أنا لا أخاف الأموات..
وهم يتدلون من سقف مخيلتي..
يختلسون نجيمات صغيرة
تضيئ سماء رأسي ..
يطبطبون مثل هنود حمر
فوق كتفي المتهدلتين..
مثل أذني فيل نافق..
أنا لا أخاف الأموت
الذين يطبخون الشاي
في جبل النوم
على أثافي الذكريات المشتعلة..
الذين يسردون وقائع غريبة جدا..
اندلعت تحت الأرض..
حروبا  بين هياكل عظمية..
 أرملة تطير مثل بومة
في غابة الأبدية..
طفلا ضريرا على دراجة من الرمل-
بائعي مخدرات لأموات جدد..
شعوبا حزينة تنتظر يوم القيامة
رسولا يهاتف الميتافيزيقا..
بصوت حمامة مطوقة..
أنا لا أخاف الأموات..
هم طيبون للغاية مع الأحياء..
يحبون القطط السوداء..
والنيازك التي تنمو في حديقة الفلكي..
والكلمات الناعمة مثل الجبن..
ورائحة السمك المقلي..
والبيوت المكيفة..
المليئة بزيزان المتقدمين في السن
المسامرات الليلية التي تقلم أظافر
الملل وآلام المفاصل..
أنا لا أخاف الأموات..
لأني ميت بالتقسيط..
علاقتي شاقولية بهم..
أدعو الحارس رضوان باستقبالهم
مثل سياح أجانب..
في نزل فخم بالفردوس..
وتعميدهم بدم يسوع ..
منحهم بطاقة مجانية
لحضور حفلات فلاسفة
في دار الأوبرا ..
أنا أحب الأموات..
يؤلمني نومهم الطويل..
تحت الأرض..
لكن حين تنضج
جلودهم الدبقة..
 سيعودون الى الأرض
كما تشتهى أصابع الخزاف ..
سيصعدون قمم الأشجار..
عبر نفق الجذور العميقة..
سيكاتبون الأبدية بحبر العصافير..
ويضحكون فوق رؤوسنا
لأنهم أوضح من غموضنا..
عميقو الهيولى ..
أسياد المكان والزمان..
وصناع مجد الأبدية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق