مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية

الاثنين، 25 فبراير 2019

التكرار بقلم الشاعرة/صفاء عبد الصبور امين

مقال :-
بقلمي🖊صفاء عبد الصبور أمين
التكرار وفقد المعاني !!
كثرة تكرار الفعل يُفقده قيمته وأهميته ، وهذا ما طال كل شئ في الحياة ولم يُفلت منه حتي صاحب الجلالة الموت ؛ ما كنا لنتصور مجرد التصور بأن يغدو مشهد الموت و سماع خبر مقتل أو استشهاد أشخاص أمراً عاديا جدا إلي درجة مملة بل إنه صار ( خبر بايت) ما كانت لتموت القلوب بهذه الطريقة ، ما كانت لتتجمد المشاعر هكذا وإن وُجد تعاطف علي الفيسبوك  فأُقسم بأنه  حركة روتينية تتم تلقائيًا كما هو الحال في أي (تيرند) أو خبر شائع علي الميديا ، ما كانت لتُنسي الأسماء هكذا بسبب كثرتها ، ولا يأخذ كل شهيد أو ضحية حقه في الحديث عنه وتأبين روحه التي ارتقت بدون مقابل وبدون أن يشعر أحد أو يلتفت لرحيله ، بل إنه ما كان يوجد سبب واحد لأن تُزهق أرواح أبرياء يوميًا ، ما كانوا ليستحقون نهايات جائرة كهذه، ما كانت هذه النهايات المأسوية بأيدي قاسية في تصورهم ومخيلتهم لحظة واحدة أثناء حياتهم القصيرة ؛ بل مؤكد كانت لهم المزيد من الأحلام المشروعة بحياة أمنة وقسط ولو يسير من السعادة .
في العصور السالفة كان للموت جلالته وكان من يدفع حياته مقابل قضية ما يصير أيقونة وأسطورة عصره ويُخلد اسمه التاريخ كما خلد أسماء ( جيفارا - غاندي- عمر المختار - مصطفي كامل ، والعديد من الأسماء ) أعرف أنهم كانوا أبطال وأصحاب قضايا عادلة وأحدثوا تغييرا كبيراً ولكن المحزن أكثر أن من يسقطون الأن لا ناقة لهم ولا جمل في تلك الصراعات .
ألم يُخلد التاريخ ضحايا حادث دنشواي وهم لم يكونوا زعماء  .
بيد أن الآن تتحقق نبوءات ( جورج أوريل ) الذي تنبأ بأن يتحول الإنسان إلي ألياً يعمل كما تعمل الألات ويفقد أدميته التي تتسم بالعاطفة بل يحيا ككائن غرائزي تُحركه شهواته وحب البقاء والسيطرة و يحيا كما تحيا الكائنات في البرية  حيث البقاء للأقوي ، حقيقة أن ما نشهده اليوم من تحولات وتغيرات في المجتمع فاقت كل الحدود ولا نعرف ما السر وراء كل هذا التغير في القيم والثوابت والعواطف الإنسانية أهو تراجع دور الوالدين في التربية ، أم تراجع دور المدرسة والمعلمين ، أم تراجع دور رجال الدين  ، أم قد يكون الغذاء الملوث  لعب دوراً في تغير الطبيعة البشرية فكم تمنيت لو أني باحثة في العلوم لقمت بالبحث في هذا الأمر فأشعر بأن للغذاء الملوث أثر في تغير الإنسان في كافة الجوانب وليس فقط الجوانب الجسمية وها نحن نري كيف أن الأجيال الحديثة ضعاف البنية و قصار القامة وأخشي أنهم في طريقهم نحو التقزم .
المريع أن الرهان كان علي الأجيال القادمة ولكن بكل أسف أن تلك الأجيال كما هو الحال الذي لا يخفي علي أحد أتت في عصر لا يُبشر بخير .

صفاء عبد الصبور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق