مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية

الثلاثاء، 2 أبريل 2019

الشاعر/ جمال الخالدي

قصيدتي الجديدة لهذا الأسبوع بعنوان: نَهْجُ سَيِّدِ الْوَرَى فِي دَكِّ نُخْبَةٍ تَرَى أَنَّا عَبِيدٌ لِلسُّرَا حَتَّى يُوَارِينَا الثَّرَى

لا شك ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يحب الشعر و الشعراء٠ و من ذلك الشعر حبه لشعر حسان بن ثابت و امية ابن ابي الصلت و ابو طاب عمه و غيرهم كثيرولقد كان يحب ان يسمعه من غيرة مثل ابي بكر و عائشة رضي الله عنهما،  وكذا المطولات من الشعر حين اسفاره وغزواته، و لعله كان قد اطلع على المعلقات وهو الذي يقيم في مكة فاحبها لسحرها وافضليتها عن كل شعرالعرب قاطبة ومن لم يحب المعلقات فقد نقص ذوقه و اهان لغته، لغة الاحقحاء منهم  باعتراف اكابر العرب من متذوقي الشعر في الجاهلية و الاسلام٠ و هو صلى الله عليه و سلم، لم يكن حالة خاصة، اذ كلام العرب اليومي هو الشعر وهو مدون حياتهم  وهو (ص) منهم فما كان ليخرج عن موروثهم الثقافي الادبي الا بتقويمه لا اكثر و لكن الله حرم عليه قول الشعر، لحكمة نعرفها٠ و حب النبي للشعر و اهله عظيم و موثق و هو الذي قال (ان من الشعر حكمة) و كذالك (ان من البيان لسحرا) و قوله للصحابي الجليل شاعره الذي يذوذ عنه، كعب ابن مالك : (ان المومن ليجاهد بسيفه و لسانه)٠
ففي زيارتي الاخيرة لقبرالنبي (ص) ، قد انتبهت ككثيرين قبلي لوجود ابيات لا باس بها للشعر العربي المملوكي و العثماني، لا زالت لليوم تحف قبره الشريف في الروضة ومن الامام حين السلام عليه و في داخلها ايضا.و هي لعلها تراكم اشعار خلال عصورطويلة مضت بقت قصائد الكبراء و الصادقين ، معلقة او منحوتة او منسوجة  حول قبره ، اعلائا لقدرها تماما لنجه تعليق العرب الاوائل في اطهر البقع لمكانتها ومحتواها القيم ، اما للتعبير عن المحبة للنبي او تشفعا به، منها ثلاث قصائد معروفة تحيط بقبره و بروضته لليوم و هي القصيدة اليتيمة العصماء على كل ابواب الحجرة النبوية الشريفة الدالية المعروفة التي مطلعها (يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي ) التي كتبها السلطان العظيم العثماني عبد الحميد خان و نقشها في الغرفة الشريفة عام 1191 ثم بيتين اثنين بقيا فقط من قصيدة الاعرابي (الميمية التي هي موضوع مجاراتي اليوم) هذا الذي جاء متشفعا برسول الله (ص) و التي هي محفورة على العمودين امام الغرفة الشريفة حين السلام عليه لليوم و قصائد اخرى منقوشة  امام الغرفة و هي الوترية البغدادية مطلعها (بذلي و افلاسي بفقري بفاقتي) و القصيدة الحدادية في داخل الحجرة لم يطلع عليها الا القليل و مطلعها (ملاذ البرايا غوث كل مومل)٠ و عبر العصور، و لحب العرب للشعر كمنهج للتعبير البليغ ولعدم نهي النبي (ص) عن قول الشعر، بل كان يمدح صاحبه ويثنى عليه و يحث على الصالح منه تصديقا لقول الله تعالى في سورة الشعراء (الا الذين امنوا فلهم اجرغير ممنون)  ، كحثه لشعراء ثلاثة تميزوا في المدينة --- و الا فكل عربي كان يقول بعضا من الابيات او متشبها باخرى فذاك كان ديدنهم ---- كانوا يصحبونه فيها للذود عنه بلسانهم كنوع اخر من الجهاد٠  ولقد عبر المسلمون عبر الزمن عن حبهم لرسول الله باشعارعديدة نقشوها حول غرفته منها ما بقي و منها ما اندثر وانمحى بعد الترميمات المتواترة من حكام بلاد الحرمين للمسجد النبوي٠ و للاسف ضاع منها الكثيرالا ثلاث قصائد او اكثر باقية منقوشة حول قبره لليوم يرى ما ظهر من بعضها كل زائر لقبره الشريف مثل قصيدة مطلعها (يا غوث من في الخافقين و غيثهم) و اخرى  مطلعها (و فيه عليه الله صلى ودائع) و اخريات عديدة، لا تحصى لتراكمها وانتدثار بعضها او طمسها عبر السنين الخوالي لسبب او لاخر٠ و قد ظهرت في العهد المملوكي خاصية الشعر التصوفي المفرط، التي يتوسل في مواضيع قصائدها بالنبي وتجاوزلا يليق في مدح النبي وبمقامه كعبد لله٠ والمناصرين لمثل هاته القصائد لهم حجة انها ليست للتوسل بل مناجات مع النبي كما لو كان حيا او مخاطبته بالشفاعة كما لو حاورته يوم القيامة و هو ضرب من ضروب الشعر عرفه العرب قديما في الجاهلية فكل ينظر الى المحتوى من المنظور المناسب له ولكن يتفق جميعهما انها لا تخلو من مودة و حب صادق و لكل شاعر اسلوبه في النظم٠
و صلت اخيرا الى مقصدي من كل ما ذكرت وهو قصيدتي الجديدة لهذا الاسبوع، اذ اخترت لكم مجاراة او تكملة لشعر الأعرابي الغيرمعروف الهوية احفه الله برضاه و شفعمه بحبيبه محمد (ص), ولعل الحب الصادق يدعو صاحبه احيان الى المبالغة والوقوع في المحظوركما في تتمة البيتين لمن اراد الاطلاع عليها بالتفصيل لكني هنا اقتصر بمجارات ما نقش منها فقط اي البيتن الاثنين و لا ازيد٠
احتوت قصيدتي الميمية، التي بين يديك عزيزي القارئ من البيت 1 الى البيت 62 : مناقب النبي (ص) و اصحابه حتى ان مقصدي كان الحاق القارئ الكريم و ادخاله في قلب مجريات الحوادث، والصراعات، كانه يرى النبي و الصحابة راي عين و يشاركهم ملاحمهم و مناقبهم اليومية، ثم انتقلت من البيت 63 الى البيت  123:  رؤية مسلم عربي مثلي، لأحداث جرت و لا زال من وقعها العالم العربي في حيرة وتجاذب و نضال منذ الربيع العربي المزعوم٠ و كذا نظرتي الخاصة لحلول جذرية لا مناص منها لنجاح كل ثورة في العالم  قد توافقها او تعارضها مع احترامي لرأي كل قارئ . ثم انتقلت في اخر مطافي و نهاية ما الهمنيه جني من تدفق شعر لم اكد ادفعه حتى انتهيت و جف القلم بعدئذ، من البيت 124  الى اخر القصيدة في البيت رقم 147: هي شوقي و حنيني للمهدي المنتظر(بغض النظر وجد ام لم يوجد حسب صحة الروايات او خطئها و لا اخوض في هذا الخلاف) و هو يعبر عن قائد عربي مجدد، محنك يخرجنا مما نحن فيه و يقاوم حتى تتاتى لنا العزة المنشودة٠
عزيزي القارئ، المتوسم للشعر وبليغ الصورة و التعبير ، خذ نفسا طويلا فقد تحتاج اليه و غص معي في مجريات الاحداث متنقلا من مشهد لاخر، فرحا مبسوطا حينا و تعسا اخر حتى اوصلك لبرالامان المنشود والامال المعلقة في رقبة منقذ لنا ات في المستقبل٠ اتمنى لك قرائة ماتعة غدقة متدفقة و تقلبا في الشعور والاحساس لصدق ورقاء حسك ثم الى امل عميم يملئ يومك كله سعادة  وانبساطا، وكذا هي لك متنفسا عما انت فيه من الحزن على احوال كل اخ عربي تشاطره الهموم و يفرج عنك ماضين معا في قاطرة الحياة دوما بامل عميق و صبر جليد ٠٠٠ بوركت٠
.
ـــــــــــــــ عنوان القصيدة الجديدة:
نَهْجُ سَيِّدِ الْوَرَى فِي دَكِّ نُخْبَةٍ تَرَى أَنَّا عَبِيدٌ لِلسُّرَا حَتَّى يُوَارِينَا الثَّرَى
.
ــــــــــــــ ابيات الاعرابي عند زيارة لقبر الرسول (ص)
.
يَـا خَـيْـرَ مَنْ دُفِـنَتْ فِي التُّرْبِ أَعْظُمُــهُ @ فَـطَـابَ مِــنْ طِـيــبِهِـنَّ الْـقَـاعُ وَ الْأَكَـــمُ   
نَـفْــسـي الْـفِــدَاءُ لِـقَــبْـرٍ أَنْـتَ سَاكِـنُــــهُ @ فِــيِــهِ الْعَـفَـافُ وَ فِـيــهِ الْـجُـودُ وَ الْكَرَمُ
.
ــــــــــــــ د جمال الخالدي
.
كـَيْـفَ الـثَّــنَـاءُ عَـلَـى عَـبْـدٍ مَـنَـاقـِبُـــــهُ @ تُـحْـكـَى مُـنَـجَّـمَـةً فَـالفَـــيْــضُ ذَا عَــرِمُ
رَيٌّ فَـضَـائِـلـُهُ نـَثْـرَى مُـشَـاكِـهَــــةَ الـْــ @ أَفْــلاَكِ فِـــي وَهَــــجٍ قَــبْـسٌ لَــهُ شَـمَــمُ
يَـا مُـرْسِـيَ الْعَـدْلِ فِي صَحْـبٍ بِطِيبَتِـــهِ @ أَدْرِكْ ضَــلاَلَـــتَــنَـا فَـالْــقُــبْـحُ ذَا عَــمِـمُ
وَ الْـخَـبْـطُ مُـنْـتَـشِـرٌ بَـيْـنَ الْأَنَـامِ وَ قَـــدْ @ سَــاءَتْ طَـبَـائِــعُــنَـا وَ الْــكُــلُّ مُــتَّـهَــمُ
أَتْـبَـاعُكَ ٱمْـتَعَـضُوا مِنْ ضِيقِ عَـيْشِهِــمُ @ هَـامُـوا بِـكُـلِّ قُــرَى مِنْ ضَـيْـمِهِمْ سَأَمُوا
ذِي صَـفَـوَةٌ مَكَثَتْ تَـرْعَى لِمَا غَصَبَــتْ @ خُــرْصٌ إِذَا وَرِعُوا، جُـلْـفٌ إِذَا حَـكَـمُوا
فَـضُّـوا الْـرِّبَـاطَ بِسَحْقٍ طَالَ مُـضَّرِعًــا @ بِاللَّــيْــلِ، مُخـْتَـضِـبًـا بِالـدَّمْـعِ، مَا نَدِمُـوا
أَدْرِكْ مَــحَــاجِــرَنَـا وَٱرْجِعْ مَهَـابَـتـَنَـــا @ وَٱصْـلِـحْ أَئِـمَّـتَــنَـا، قَــدْ بَـــدَّلُوا وَعَــمُـوا
إِنْ كَــانَ فِــي غَــدِنَـا شُـؤْمٌ يُـلاَزِمُــــنَــا @ فَـٱقْـبِــضْ حَــذَارَ بِــلاَ حَــوْبَـاءَ تَــئْــتَـلِمُ
هَذَا الــنَّـــبِـيُّ صَـــفِـيُّ اللهِ قُـــدْوَتُــــنَـــا @ غَـيْـضٌ لِـسِــيــرَتِـهِ، مِــنْـهُ الْـهُـدَى جَمَمُ
هَـــذَا الــرَّؤُومُ إِذَا جَــــذْبٌ لِـــجُــــبَّــتـِهِ @ أَثَّـــــــرْ بِــلَـبـَّــتِـهِ أَلْــــفَــيْــتَـهُ الْـحَـــلِــمُ
أَمَّــا إِذَا بُـسِـطَـتْ كَــفُّ الْـعَـطَـاءِ لَـــــهُ @ أَهْـــدَى لِـمُـــؤْتَــــلَـــفٍ وَاداً بِــهِ غَــنَـــمُ
يَــوْمًـــا تَــدَنَّــسَ بَــيْـتَ اللهِ ذُو سَـمَــــجٍ @ فِـي الطَّـبْعِ رَيْثَ قَـضَى أَمْـراً وَلَا كَـلِــمُ 
وَافَـى النَّـبِي وَحُـرُوفُ الْـوَجْهِ بَـاسِــمَـةٌ @ بِـالـنُّـصْحِ فِي دَمَثٍ، حَتَّى ٱنْــتـَفَى اللَّـمَـمُ
أَجْـلَى الْغُـبَـارَ عَـلَى طَـبْـعٍ بِـذِي جَــلَفٍ @ لِــيـنًـا فَـــطَـــاوَعَــهُ، لاَ نَـهْـــرَ لاَ شَـتَــمُ
رُبَّ الْـمَـجَالِـسِ فِـي رُكْـنٍ بِـمَـــسْــجِـدِهِ @ سَـاقَ الْحَـدِيثَ لَـنـَا وَ الـــرَّدُّ، أَيْ نَــعَـــمُ
زِدْنَـا الْـمَـعِـيـنَ مِـنَ الْأَنْـبَـاءِ فِي سَـحَـــرٍ @ فِـي وَصْـفِ جَـنَّتِهِ، يَا قَرْيَ مَنْ نَعِـمُـوا !
تِـلْـكَ الْخَـمَائِـلُ مِـنْ يَنْبُوعِ مَا سَكَــبَ الْـ @ شِّـدْقُ الْعَسِيلُ لَـهُ، صِرْنَا كَـمَـنْ هَـيَـمُـوا
بَـيْـنَ الظِّــلاَلِ وَ فِي قَـصْـرٍ كَـلُــــؤْلُــؤَةٍ @ حَـتَّـى نَـخَـالَ أَتَـى مِــنْ دُونِـهَــا الـنَّـسَـمُ
وَاللَّــيْـلُ بُــلْغَــتُـنَا فَـجْـراً بِـذِي جَـــيَــشٍ @ عَـــذْبٍ يُـــرَتِّـــلُ لِـلْآيَـــاتِ يَـــرْتَـــخِــمُ
فِـي الْـيـُمْـنِ لاَزَمَـهُ وَرْدٌ وَ ذُو سَـكَـــــنٍ @ وَ اللَّــيْـــثُ أَيْــسَـرَهُ كُـــلُّ لَــهُ خَـــــــدِمُ
يَـمْـشِي بِـرُفْـقَـتِـهِ زَوْجُ الـسِّـبَـاعِ فَـــــلاَ @ عَـيْـنٌ لِهـِـتْرَ دَنَـتَ، يَـقْـليِ وَ هُو غَـشِـــمُ
سَـمْـحٌ سَـجـِيُّ لَـهُ مَـعْ كُـلِّ مُكْتَـنِزِ الـْــــ @ أَحْـقَـادِ، يُـكْـرِمُـهُ وَ هْوَ الْعَـتِي الْخَـصِــمُ
كُـلُّ الْـقُـلُوبِ لَــهُ كَشْـفَـى لِـمَـعْــدَنِــهَــا @ أَهْـلُ الـنِّـفَــاقِ وَ مَـنْ بِالْـخَـيْـرِ يَـتَّـسِـمُــوا
لَكِــنَّـــهُ أُذُنٌ يَـــرْضَى بِــظَـــاهِـــرِنَـــا @ لاَ نَــابَــهُ خَــلُــصُوا أَمْ جَــخَّ مَـا كَـتَــمُـوا
وَ الصُّـبْـحَ وِجْـهَـتُـنَـا خَـيْـلاً لَنَا قُـلُصًـا @ نَــغْـزُو قَــوَافِـلَـهُــمْ نَــرْتَـدُّ مَـا غَـنِــمُــــوا
مِـنَّـا بِـمَـكَّـةَ إِذْ خُـمْــصٌ حَـوَاصِـلُــنَــا @ وَ الْقَوْمُ قَـدْ نَـهَـبُــوا مِـنَّـا وَ قَــدْ كَـثُــمُـــوا
وَ الْـجُـوعُ مُـنْـتَـشِـرٌ فِـيـنَا، وَ مَا أَخَذُوا @ مِـنَّا عَــلَى إِبِـــلٍ زُلْــفَى، فَــلاَ سَــلِــمُـــوا
يَـوْمٌ كَــمِـثْـلِ سَــمَـا الْأَيَّـامِ تِـلْـكَ فِـــدَا @ رُوحِي، لِأُبْصِرَهُ شَـيْــئًــا، وَ ذَا الْــعَــشَـــمُ
فِـي مِـثْـلِ مَـعْـدَنِهِ نَـرْجُو ٱقْتِفَاءَ خُطَـى @ فِي الْـحِـلْمِ عَـلَّ بِــهِ  تَــرْقَــى لَــنَــا الْقِـيَـمُ
مِـلْــئُ الـصَّحَــائِــفِ مِـنْ نِبْرَاسِ سِيرَتِهِ @ تُـذْكِـي لَـنَـا سُـبُـلاً غَــصَّــتْ بِهَـا الْحِكَـمُ
تَـشْـتَـفُّ فِــي عَــلَــمٍ بَــضٌّ، خَـصَـائِـلُـهُ @ صَـفْـواً بِـدَاخِـلِــهِ، أَمْــشَــاجُــهُ الــشِّـيَــمُ 
قُــبَــلٌ لِــوَجْــهِ صَبِي فِي رَخْصِ وَجْنَتِهِ @ سَـــنَّـتْ وَدَاعَ جَـفَـا فِي الطَّبْعِ لاَ جَـهَـــمُ
فَالــسَّــمْــحُ شِــيــمَـتُـهُ وَ الـلِّــيـنُ مَعْدَنُهُ @ وَ الْـعَـدْلُ مَـنْهَـجُـهُ لَـــوْمَـا جَـنَى الْخَصِمُ
شِـعْــرٌ بِـقُـبَّـــتِــــهِ كَــالْـــوَشْـيِ فِـي أَدَمٍ @ نَـسْــجٌ زَخَـــارِفُـــهُ كَـــالْعِــقْـــدِ يَـنْـتَـظِمُ
إِنْ كَــانَ نَــاصِــرُهُ فِي الْخِبْئِ عُشُّ حِراَ @ لِلْـحِــبِّ فِــي خَــلَــدِي غَــاراً بِهِ الْعِصَمُ
يَــرْجُــو لَــهُــمْ أَمَـلاً بَعْـدَ الْمَـمَـاتِ وَهُمْ @ جَــهْـــلاً بِــطِـيـنَـتِــهِ فِـي الْكِبْرِ يَسْتَهِمُوا
كُــلُّ الْخَـلاَئِـقِ لَـحْـظَ الـضَّــرِّ مُنْصَرِفٌ @ عَـنْ مَـنْـهَـجٍ صَـوَبٍ إِنْ لَـيْـسُ هُـو غَـنِمُ
إِلاَّ الْحَـبِـيـبُ لَــنَــا لاَ نَــفْــعَ يُــضْــمِـرُهُ @ إِلاَّ الـــثَّـــوَابَ لَــنَــا بِــالْعَــهْـــدِ يَــلْـتَزِمُ 
حَسْرِي وَ كُلُّ حَـنِـيـنِي الْخَـلْـقَ فِي زَمَنٍ @ لاَ خَـلْـطَ بَــيْـنَ قِوَى شَـرٍّ وَ مَنْ سَـلِـمُـوا
لَــحْـقِيِ بِـصَـفِّ رَعِـيـلِ الْجـَيْـشِ آمُــلُـهُ @ أَرْمِــي الــنِّـبَــالَ عَــلَى اللَّــبَّــاتِ تَـنْـثَـلِمُ
أَوْ مُـنْـفِــقــاً كُـلَّ مَــالِي يَــوْمَ غَــزْوَتِــهِ @ رُومـاً لِـقَـيْـصَرَ وَ الـرَّمْضَـاءُ فِــي تَـسِـمُ
أَوْ مَــنْـــصِـلاً طَــوِعًا أَمْـرَ النَّـبِي، فَإِذَا @ مَـــادَ الْــعَــتَي، لَــــهُ قَـــفْـــخٌ بِـــهُ أَلَـــمُ 
أَوْ مُغْــبَــراً بِـتُـــرَابٍ وَسْــطَ خَــنْــدَقِــهِ @ وَ الْفَـأْسُ فِي عُنُـقِي وَ الْبَطْنُ فِـي ضَـرِمُ
أَوْ رَافِــعــاً عَــنْــهُ عِــبْـئــاً: حِمْلُ آجُرِهِ @ بَـــيْــتــاً بِطَـيْـبَــتِـــهِ، أَبْــنِـي فَـيُـــرْتَـسَـمُ 
بُـــلْــغُ الْمُــنَى وَ رِضَـا الْحَوْبَاءِ مَعْرَكَةٌ @ فِـــيهَـا الـنَّـبِـي مَــعَــنَـا لِلـصَّــفِّ يَـنْـتَظِمُ 
كَفِّــي بِـضَـبْـطِ خُـطَـامِ الْـقَـوْسِ مُشْـتَغِلٌ @ وَ الْحِــبُّ فِــي خُــطَــبٍ فِـينَـا لَـنَـا دَعِـمُ
ضِـمْـنَ الْجُـنُـودِ، وَثِـيـقَ الْوَعْـدِ مُنْتَصِباً @ سَهْــمـاً عَلَى حَـذَرٍ وَ الْـكُــلُّ قَــدْ بُـكِـمُوا
لاَ هَــمْـسَ تَـسْـمَعُـهُ غَـيْرَ الْوَسَاوِسِ فِي @ حَـلْــقِ الْـحَــدِيــدِ عَـلَى أَبْـطَــالَ تَـهْـتَـزِمُ 
وَ الْحِـبُّ يُـنْــبِــؤُنَـا: وِرْدُ الْـجِـنَــانِ دَنَـا @ وَ الْـكُــفْـرُ فِـي أُفُـقٍ مُــكْــتَــظُّ مُــزْدَحِـمُ
جَـيْـشٌ أُبَـصِّــرُهُ يُــمْــنَــايَ لَـسْـتُ أَرَى @ غَــيْــرَ الْـقَـناَ نَـضَـداً فِـي وَسْـطِهَا عَـلَـمُ
يُـسْـرَايَ فِـي أُفُــقٍ فِـي الدِّعْصِ مُنْتَخَبٌ @ جُـنْـدٌ عَـلَى جُـرُدٍ مَــجْـرَيْـنِ يَـنْـقَـسِـمُـوا
وَ الصَّـفُّ مُـقْـتَـضَــبٌ فِـيـنَا وَ رِيحُ حِمَا @ مِ الْمَـوْتِ فَـاحَ بِنَا وَ الصَّحْبُ مَـا طَعِمُوا 
وَ الصَّـمْـتُ مُـقْـتـَـرِنٌ وَجْــلاً لِـرُؤْيَـتِـنَـا @ أَلْـفًــا بِـأُفْــقَ عَـلَى سِــقْــطِ اللِّــوَى قَــدِمُ
فَـالـصَّـدْرُ مُـنْـقَـبِضٌ وَ الظَّنُّ مُضْطَرِبٌ @ بِاللهِ حَــبْــلُ دُعَــا، أَنْــهُ الْــوَفِي الــرَّحِـمُ
أَوْ نَــصْــرُ شِــرْذِمَـةٍ بِـاللهِ إِنْ صَــدَقَـتْ @ يَـنْــدَكُّ حَــشْـدُهُمُ، يَا كَـرَبَ مَـنْ وُصِمُوا
وَ السَّــامُ مُعْـتَـرِضٌ عَـزْمًـا بِـمَـحْـجَـرِنَا @ سَـــاقَ الـنَّـبِي لِـــرُؤَا، فَـــالْـكُـلُّ يَـبْتَـسِـمُ !
عَــدَّ الْـمَـصَــارِعَ لِلْـكُـفَّــارِ فَــٱمْــتَـثَـلُوا @ كُــلٌّ لِــمَــوْقِــعِــهِ مَــجْــدُولُ مُــخْــتَـطَـمُ
يَــوْمٌ كَـمِـثْـلِ خُـطَـا الْأَصْـحَـابِ لَيْسَ لَهُ @ عِـــدْلٌ بِــعَــالَــمِــنَـا إِلاَّ لِــمَــنْ كَــرُمُـوا 
ذَاكَ الـنَّـبِـيِّ لَــهُ قَـلْــبُ الْأُسُــودِ قَـضَـى @ إِمَّــا الْــمِــحَــالَ لَــهُ أَوْ صُــلْـبُــهُ حَـطِـمُ
لَــوْمَـا عَـلِـمَـتَ وَهَـى الْأَتْـبَـاعِ عَنْ ظُلُمٍ @ فِـي مَـعْـشَرٍ رَغِبُوا عَـنْ نُصْحِ مَنْ أَثِمُوا
حَــتَّـى إِذَا وَهَــجُ الْإِسْــلاَمِ لَـيْــسَ يُـرَى @ مَـالَ الْـعِـدَا كَـــسُعَــارِ السِّـيـدِ يَلْـتَـهـِمُـوا 
لَـحْـمَ الْأُسُــودِ، وَرَاهُــمْ ثَـعْـلَــبٌ مَــكِـرٌ @ مِـنَّــا يُــسَــانِــدُهُــمْ، يَــبْــتَــاعُ لَـحْـمَـهُـمُ
أَسْـبَــاطُ بَـعْـدَكَ قَــدْ هَـانُــوا بِـمَـوْطِـنِهِمْ @ لاَذُوا بِــعُــجْــمَ عَــلَى حُــرْقٍ بِـهِـمْ شَئِـمُ
قَـدْ ذَلُّـوا وَ ٱنْـتَـكَـسُـوا وَ السَّـيْـفُ فَوْقَهُمُ @ إِنْ أَيْـنَـعَــتْ حُـجَـجُ، زُجَّـتْ لَــهَــا الْهِمَمُ
جَـانُـوا بِـفِـسْـقِـهـِمُ، فَـالْـكُـفْــرُ فِـي سَـلَـمٍ @ قَاضَــاهُـــمُ رَجُـــلٌ مِــنْــهُـمْ لَـهُ دَعَـمُـوا
جُــلْـفٌ طَـبَـائِـعُــنَـا، فَــٱسْــتَــنَّ قَـائِـدُنَـا @ بَـعْــضًــا لِــشِــيــمَـتِــنَـا،لاَ عَـذْلَ لاَ لَـوَمُ
لاَ نَــــذْلَ يَـحْـــكُــمُــنَــا إِلاَّ لِــــذِلَّــتِــنَــا @ فَـالـرَّأْسُ مَــنْــبَــتُــهُ مِـنْ حَـيْـثُ ضُخَّ دَمُ
لاَ عَــتْــبَ فِــي هَــرَمٍ شَـعْـبٌ مُـنَاصِرُهُ @ بِالْـخَـوْفِ مُـنْـقَـعِـسٌ، فِــي عَـزْمِـهِ خَـرِمُ
فَالــرَّأْسُ لَـيْـسَ يَـعِي، بَـلْ وَعْيَ مُنْتَسِبٍ @ لِلْـعُـرْبِ وَ هْــوَ يَـعِـي أَنْـهُ الْـوَبَـا الْجَـذِمُ
يَـرْضَى بِــحِـلْــفِ عِــدَا أَوْ دُمْــيَـةً لَـهُـمُ @ أَوْ صُـنْـعَ جِـلْـدَتِـهِـمْ، يَـرْعَى لِمَا خَـتَـمُوا
قَـــالَ الْأَجِــيــرُ رَئِــيـــسُ الْـقَــوْمِ أَنَّـكُـمُ @ أَحْـرَارُ مُـذْ دُحِـرَ الْأَعْـجَامُ وَ ٱنْـصَرَمُوا،
وَ الْحَـقُّ مَـا كَـسَبَتْ أَوْطَانُ بَعْضَ حُقُـو @ قِ الْحـُـرِّ غَـيْـرَ فُـضَالِ الْعُـجْـمِ إِذْ ثَـكَمُوا
إِنْ كَــانَ هَــمُّ نُــهَــى أَحْــلاَمِـــنَـا شَـبَـعٌ @ أَوْ رُفْـــقُ فَاتِـنَــةٍ، فَــالْقَــوْمُ قَــدْ سَـقَـمُـوا
لاَ طَـوْلَ مِــنْ عَـزِمٍ، فَـرْداً قِـرَاعَ قِـوَى @ دَفْــعًــا بِـكَـــلْـكَــلِــهِ وَ الـــنَّــاسُ ذَا نِــيَـمُ
بَـلْ ثَـوْرَةً جُـرُفًـا فِـيـهَـا الْـعَـمِـيلُ وَ مَنْ @ رَصَّ الـــطَّــرِيــقَ لَــهُ كُــلٌّ لَــهُ الـسَّـطَمُ
لَــوْمَـا الْــيَــقِــيـنُ بَـدَا أَنَّ الْـجِـنَـانَ عَـلاَ @ ـــهَا فِـي الــنَّــوَالِ لِـعَـبْـدٍ قَـامَ إِذْ وَجَـمُوا
يَـصْــرُخْ بِـكِـلْـمَـتِـهِ: 'إِرْحَــلْ' وَ رَادِفُــهُ @ شَــعْـبٌ بِــلاَ وَجَــلٍ بِالــصَّــدْرِ يَــلْـتَحِـمُ
إِمَّــا الْـيَـقِـــيــنُ بِـنَـصْــرِ اللهِ فِـي سُـبُـلٍ @ مَــلْـئَى بِسَـيْــلِ دِمَا، أَوْ فِي الْمَـدَى رَغَـمُ
كَـلاَّ فَـنَـحْــنُ سُــرَا الْأَوْطَــانِ أَنْـجَـبُـهُـمْ @ أَصْـلاً وَ مُــنْــتَــسَــبًــا، مِـنَّـا النَّبِي الْعَلَمُ
نَـحْـنُ الْـحُـدَاةُ لَـنَـا خِـبْـئُ الــثَّـرَى دَعِـمٌ @ لِلــشَّأْوِ فِــي أُمَــمِ الْأَوْطَــــانِ مُــرْتَـسِــمُ
جُـعْــدٌ إِذَا قَـرُبُـــوا عُـــودٌ بِــنَــحْــرِهِــمُ @ لاَ سِـلْــمَ إِذْ نَـكَصُوا عُـرْباً وَ قَدْ عَـظُمُوا
يَــوْمُ الـنُّـهُـوضِ بَــدَا وَمْـضٌ لِـشُـعْـلَـتِـهِ @ لاَ بَـحْــرَ يَعْــدِلُــنَــا، لاَ جَـــوَّ، لاَ عَــرِمُ
لَـوْمَـا الْأُلُـوفُ غَـدَتْ صَـرْخَـى بِكُلِّ نِدَا @ رَجْــعًـــا لِــعِــزَّتِنَا، حَــتْــمًا لَــنَا الْحُـكُـمُ
بَـيْـنَ الشُّعُـوبِ، فَـلاَ ظُـلْـمٌ وَ لاَ عَـسَـفٌ @ أَحْرَارُ مِـــنْ صَــفَـدٍ، لِلْـعِــزِّ يَـقْـتَـسِـمُـوا
تِـسْـعٌ بِـمِـشْـنَـقَـةٍ شَـقُّــوا الـطَّـرِيـقَ لَـنَـا @ لاَ فَــوْتَ تِـلْـكَ خُـطَــا الــدَّهْـمَاءِ تَحْـتَـدِمُ
لاَ صَـفْـحَ فِـي زَمَـنِ الـثَّـوْرَاتِ مَحْـكَـمَةٌ @ لِلْوَغْـــدِ، حَــلُّ جُــيُــوشِ الْـعَــارِ فِيهِ دَمُ
فِـي الظُّـهْـرِ مَـبْعَـثُـهَـا فَـالـرِّعْدُ مُنْكَمِشٌ @ فِي الْـخِــبْـئِ مُــضْـطَـرِبُ اللَّـبَّـاتِ يَلْـتَـثِمُ
يَـبْـقَى الْـعَـتِيُّ شَـرِيــدُ الْـفِـكْـرِ لَـيْـسَ لَـهُ @ غَــيْــرَ الْـمَـشَـانِـقِ عِــدْلاً مَــا لَـهُ غُــرُمُ
رَدْعـاً لِـكُـلِّ خَـفِـي فِـي الــظِّــلِّ ذَا أُفُـقٍ @ لِلْــحُــكْــمِ مِــثْــلَــهُـمُ، أَحْـقَـافُ تَـرْتَـكِـــمُ
قَـطْـعُ الـتَّـلِـيـدِ مِـنَ الْعُـقْــبَـانِ بُـرْؤُ أَذَى @ فَالـــثَّـلْـمُ إِنْـهُ بَـقِـي فِـي الْعُـضْـوِ يَـنْجَـذِمُ
ضَـرْبُ الْـقَـفَــا عَـلَـنًـا أَوْ حَـزُّ مَـكْـحَـلِـهِ @ زَجْــرٌ كَــفَـاكَ بِـهِ وَعْــضًا لِـمَـنْ زَعَمُوا
رَجْـعًـا لِـذِلَّـتِـــنَـا بَـيْـنَ الْــوَرَى قُـــدُمًــا @ وَالـرُّومُ قَدْ عَلِـمَـتْ ،أَنْ قَـامَ مَـنْ هَـزَمُوا
فَــالْــوَقْــتُ مَـبْـعَـثُــنَــا، نُوراً لِكُـلِّ عَـوَا @ رِ الْـفِـكْـرِ أَيْــنَ رَسَـى،عَـهْـدٌ لَــنَــا قَــدِمُ
إِلاَّ نَـــكُـــنْ قُـــدُمـاً، دَوْمًــا عَــلَى حَــذَرٍ @ فَــالْـغِــبُّ مُخْـتَــزِنُ الْأَحْـقَــادِ يَعْــتَــزِمُ 
عَــوْدًا إِذَا سَــنَـحَــتْ غُــفْــلُ الْـوُلاَةِ لَـهُ @ جَـبْــراً يُــمَــثِّــلُــنَــا بِالْــفَــتْــكِ يَــنْـتَـقِــمُ
لاَ خَــيْــرَ فِـي هَـيَـجٍ أَبْــقَـى عَـلَى صَنَـمٍ @ مِــنْــهُ الْهَــوَانُ يَـجِي يَــوْمًا، فَـلاَ تَهِـمُوا 
هَـيَّــا كَـوَاسِـرَ فِي الْأَوْطَـانِ فَٱنْـتَـفِـضُوا @ إِمَّا الْــجِـنَــانُ لُـقَــا الْـمَـكْـلُومِ أَوْ شَــمَــمُ
فَـالـشَّـأْوُ رِحْـلَـتَــهُ فَـــوْقَ الْـجَـمَـاجِـمِ لاَ @ غَــيْـرَ الـنِّـضَــالِ لَــهُ دَرْبٌ خَـضَـبْـهُ دَمُ
يَـا مَـنْ لِـنَـيْـلِ عُــلاَ فِـي الـدِّينِ مُهْـجَـتُـهُ @ ضِـعْــفٌ لِــعَـشْــرَ وَ تِـسْـعٍ ذَاقَـهَا الْكُرُمُ
عُــزْلاً بِـصَـدْرِهِـمُ نَــادُوا الـصَّـلاَحَ فَدُكُّـ @ ــوا عُــنْــوَةً، قَــسَــمًــا إِنَّ الْـجَـنَى قَـدِمُ 
نَــالُــوا الشَّهَــادَةَ مِـنْ أَرْقَــى مَـنَـافِـذِهَـا @ مِنْ عَــذْبِ مَــوْرِدِهَــا لاَ، لَـيْـسَ نَـنْـفَطِمُ
عَــنْـهَــا وَمِـنْ دَمِـهَـا الْأَخْلاَفُ يَرْتَشِفُوا @ حَــتَّى الــزَّوَالَ لَـهُ عَــرْشٌ خَـصِي عَـقِمُ
عِــنْــدَ الْإِلَــهِ لَــهُـــمْ عِــدْلُ الْأَذَى نُـزُلاً @ مِنْ عَـذْبِ صُـنْعَـتِـهِ، يَا حَـظَّ مَا غَـنِـمُوا !
ذَاكَ الْـمُــوَرَّى ثَـرَا إِنْ كُــنْــتَ تَـابِــعَـهُ @ فِـي الْـحَـقِّ، مَـنْهَجُــهُ قَــرْعٌ لِـمَـنْ ظَلَمُوا
أَمَّـا الْـخَـلاَئِـقُ قَـدْ سَـلَّـتْ صَـمَـاصِـمَـهَا @ تَــبْــغِي الْــفَــتَـاكَ بِـنَـا وَ الْعَـزْمُ مُـنْـعَـدِمُ
سَـمّـُو الـدِّيَـانَــةَ غَـيْــرَ الْإِسْـمِ كَيْ يَثِبُوا @ جَـمْعًــا عَـلَى عُـرُبٍ مِــنْ صُـلْـبِـنَـا قُـرُمُ
لَـوْمَـا الْحَبِيبُ لَـنَا سَـنَّ الْـقِـصَاصَ غَـدَا @ الْأَقْـــزَامُ يَــوْمَ غَـــدٍ حِـــيــتَــانَ تَـلْـتَهِــمُ
لاَ نَـصْـرَ فِـي زَمَـنِ الْأَنْـذَالِ غَـيْـرَ بِـنَـا @ صَــبْــراً، نَــدُكُّ عِــدَانَـا وَقْــتَ نَـلْـتَـحِـمُ
فَـالْـفَــوْزُ فِـي زُمُــرٍ وَثْــقَــى بِــمَـوْعِـدِهِ @ لاَ فِــي رَضِــي بِـهَـوَانِ الْـحَـالِ يَـظَّــلِـمُ 
يَـنْـدَى لِـكُـرْبَــتِـــهِ يَــشْــكُــو بِـــدَاخِـلِـهِ @ وَ الْــوَالِ مُــنْــشَــغِــلٌ، مُـسْـتَـمْـتِـعٌ بَـشِمُ
لاَ ضَـرَّهُ حَــنِـقٌ أَوْ زُغْـــبُ حَــاضِــنَـةٍ @ سَــبْـعًــا بِــهِــمْ غَـرَثٌ مَا بَعْـدُ قَدْ فُـطِمُوا
يَــحْـــمِــيــهِ إِمَّـــعَـــةٌ دَانُـــوا لِـسَـيِّـدِهِـمْ @ مَــا دَامَ حَـظُّـهُـمُ فِـي الــرِّزْقِ مُــقْـتَـسَـمُ
تَــعْـسًـا لِعَـبْـدِ حَيَـا، كَيْفَ ٱنْتَهَتْ رُكِبَتْ @ إِنْ كَــانَ فِــي مَـنَـعٍ هُــو مِــنْ بِـلاَ غَـثِـمُ
دَرْكُ الْهَــنَـا وَ لُـقَــا الْأَمْــرَيْـنِ لاَ وَهَــمٌ @ نَــصْـرٌ نُــعِــيــدُ بِــهِ الْأَمْـجَــادَ أَوْعَـــدَمُ
لاَ وَسْـطَ بَـيْـنَهُـمَـا فَـالْـعُـجْـمُ قَــاسَـمَـنَـا :@ لاَ عَــهْــدَ يُــكْـرِمُـكُـمْ، فَالـرَّهْبُ سَـامَكُـمُ
وَ الـنَّـاسُ قَـدْ عَـقَـدُوا حِـلْـفًـا لِـصَــرِّكُــمُ @ أَيْــنَ الْـوَمِـيـضُ رَسَـى غَـضًّا لَهُ هَـدِمُوا
كَـمْ عَـصْلَـبٍ جَثِمٍ فَـوْقَ الْعُـرُوشِ قَضَى @ إِنْ عَارَضُوا سُحِلُوا أَوْ فَضْفَضُوا لُطِمُوا
رُوحُ الْـجِـهَــادِ عَـلَى ضَـيْـمٍ بِـمَـرْبَـعِـنَـا @ سَـــنَّ الْـوُثُـــوقَ لَــنَــا أَنَّ الْــعُــلاَ قَـــدِمُ
وَ الـسِّـلْـمُ غَـايَـتُـنَـا إِنْ كَــفَّ مُـغْـتَـصِبٌ @ أَلاَّ يَـــرُمْ غَـــدَنَـــا، سَـمْــقــاً فَــلاَ سَـلِـمُ 
إِنْ كُنْـتَ فِي هَيَبٍ لِلْمَوْتِ فِـي زَمَـنِ الـْـ @ ــــأَنْــذَالِ إِنَّ دَمِـــي فَـــوَّارُ يَـضْــطَــرِمُ
شَــوْقًــا لِـقَـــائِـــدِنَـا مَـهْـــدِيُّ لَــهْــذَمُــهُ @ فِــي نَــحْــرِ مُــنْـتَــدَبٍ فِــيـنَـا لَـهُ قَـصِمُ 
أَسْــمَــى الــرَّجَــاءِ إِذَا مَـهْـدِيُّ عَاصَرَنَا @ يَــرْضَى لِــبَــادِرَتِي لَـحْــقًــا وَذَا قَــسَــمُ
:وَ اللهِ مَا سَـئِـمَـتْ نَـفْـسِـي الـدُّعَاءَ لَـحَـا @ قِــي بِالْـوَصِـي رَجِلاً أَوْ صَـهْـوَتِي نَعَـمُ
أَمْــــضِـي لِــنُــصْـرَتِــهِ ثُــمَّ الْـوَلاَءَ لَــهُ @ فَــوْقَ الــنُّجُـودِ وَ حِـمْـلِـِي لَـهْـذَمٌ قَـصِـمُ
مَهْدِيُّ نَاصِرَنَا، إِنْ كُـنْـتَ فِي غَـيَـبِ الْـ @ ـــأَقْـــدَارِ حَـانَ لُـقَـا، فَالـرُّعْنُ قَـدْ حَكَمُوا
يَـالَـيْـتَـنِي مَــسِــكًــا سَـيْـفًــا بِـصُـحْـبَـتِـهِ @ أَغْـزُو الْــجُـيُـوشَ بِـهِ بِــالْـعَـهْــدِ أَلْـتَـزِمُ 
دَفْـعًــا بِـكُــلِّ حَـشَــا نَـصْــراً لِـدَعْـوَتِــهِ @ أَغْــزُو عَــسَـاكِــرَهُمْ أُدْمَــى وَ أُحْـتَـطَـمُ
مُـسْـتَـنْـصِـراً بِـسُـــرَا جُــعْـــدٍ أَكَـاسِـرَةٍ @ صُــدُقٌ إِذَا بَـطِــشُـوا، صُـبُــرٌ إِذَا أَلِـمُوا
فَالرُّعْبُ يَـسْـبِـقُـهُــمْ مِـنْ قَــرْعِ شُــمَّــرَةٍ @ لِلْمَــوْتِ يَــلْـتَحِـقُـوا بِالـرُّومِ يَصْـطَـدِمُـوا
أَمْـضِــي أُآزِرُهُ مَـــهْــــدِيُّ مَـــبْــعَــثُــهُ @ نَـصْـرٌ لِــذِي وَهَــجٍ فِــي الْـقَـلْبِ مُكْتَـظَمُ
دَفْــعًــا بِـكُـلِّ قَــنَــا رُفْــقَ الْأَفَـاضِـلِ مَا @ أَحْــلَـى وُرُودَ غَــمَـــارِ الْـمَـوْتِ بَـيْـنَهُـمُ
جُــنْــدٌ لَــهُ سَــنَــدٌ مِـثْــلَ الـدَّعَــامِ شُـرَا @ شُــهْـمٌ غَـظَافِــرَةٌ مِــنْ عَــلْـقَــمٍ طَعِـمُـوا
غُــلْـظَ الْـقُـلُوبِ عَلَى الأَشْرَارِ فِي رَهَبٍ @ وَالْعُـجْمُ فِي حَـيَـرٍ، بِالرُّعْبِ قَـدْ وَجَـمُـوا 
رُحْــمٌ كَـــمِـثْــلِ رَؤُومِ الأُمِّ عَـــنْ أَمَـــةٍ @ ثَــكْـلَى وَذِي غَـرَثٍ، مَـا حِـيـزَ يُـقْـتَـسَـمُ
ذَاكَ الْـــــهَـــــدِيُّ لَــــهُ وَالٍ يُــــؤَيِّـــــدُهُ @ رَبُّ الْعِــبَـادِ كَــمَـا خَـــطَّ الْــقَــضَا قَـلَـمُ 
مَــهْـــدِيُّ فِــي غَــدِهِ رُعْــبٌ بِـكُلِّ قُرَى @ تَــبْـغِي الْـفَـسَـادَ بِهَا، يَا وَيْـحَ مَنْ ظَـلَـمُوا!
ذَاكَ الـــزَّمَــانُ مَــتَـى وَافَــاهُ ذُو شَـيَـبٍ @ أَوْ كَـهْــلُ مُــقْـتَـدِرٌ أَوْ مُــرْدُ لاَ عُــدِمُـوا،
فَٱقْــضِ اللَّـحَـاقَ بِـهِ، لِلنَّـصْلِ مُصْطَحِبًا @ فَــوْقَ الـثُّـلُوجِ إِلَـى حَـيْـثُ ٱلْـتَـقَى الْعَجَمُ
لاَ خَـيْـرَ فِـي عُـمُـرٍ ذَلَّ الْــعَـلِـــيــقُ بِـهِ @ إِنْ ظَـــلَّ فِـــي نَـكَــدٍ لاَ حَــظَّ لاَ حُــلُــمُ
فَالـنَّــشْــئُ ذُو هَــيَــجٍ عَـــزَامُ مُـنْـــدَفِـعٌ @ لِلْــعِــزِّ فَٱنْــبَـعَــثَــتْ مِـنْ رِمْسِـهَا الرِّمَمُ
رُوحُ الْـــوَلاَءِ لِـعَــيْـنِ الــرَّبِّ عِصْمَتُـنَا @ وَ الْعِــلْــمُ مَــنْـشَــؤُهُ فِــيــنَا لِمَنْ صَمَمُوا
إِنَّ الْحَــيَـا سَــرَبٌ وَ الْــعُـمْـرُ مُـنْـقَـطِـعٌ @ فَــٱغْــمِـسْ حَـبَاكَ بِهَا، هَـوْجَا فَــلاَ دَوَمُ
وَ ٱحْــيَـــا حَـيَـاةَ سُــرَا عَــادُوا لِــرَبِّـهِـمُ @ صُـلْــبٌ عَــزَائِـمُـهُـمْ، لِلْـعُـوجِ قَدْ قَوَمُوا
وَٱغْــنَــمْ حَــدِيــثَ سَـمَا عِـزٍّ غَـداَ مَـثَلاً @ عَــبْــرَ الْعُـصُـورِ بِـهِ الْأَجْـيَـالُ تَــنْـتَـدِمُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق