مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية

الاثنين، 8 أبريل 2019

الشاعر/ فريد مرازقة

(قيسُ عصري)

عَلَى دَرْبِ أَجْدَادِي سَتَغْدُو السَّمَا لِيَا
وَ أَغْدُو أَنَا بَدْرًا يُضِيءُ عَلَالِيَا

أَحِيكُ الهَوَى شِعْرًا وَ أَعْلُو تَفَاخُرًا
وَ أَمْضِي بِبَحْرِ الشِّعْرِ كَالمَوْجِ عَالِيَا

أَنَا ابْنُ القُرَى وَ الفَخْرُ مَا شَافَنِي جَثَا
وَ شِعْرِي إذَا مَا اهتَزَّ هَزَّ المَوَالِيَا

أَصِيلٌ وَ سَلْ عَنِّي تَجِدْنِي مُحَافِظًا
عَلَى إرْثِ (قَيْسِ الشِّعْرِ) جَدِّي، مُوَالِيَا

هِزَبْرٌ وَ لَيْسَ الخَوْفُ يَحْظَى بِخَافِقِي
وَ مَا اللَّيْلُ حِينَ الحُزْنِ يُطْفِي هِلَالِيَا

وَ مَا أَشْرَسُ القُطْعَانِ تُدْمِي مَدَامِعِي
بَلِ إنِّي إِذَا حُوصِرْتُ أُبْدِي جَلَالِيَا

أَنَا قَيْسُ عَصْرٍ صَارَ للشِّعْرِ رَافِضًا
وَ لَيْسَ انْكِسَارُ الشِّعْرِ يَمْحُو مَقَالِيَا

وَ حَتَّى وَ لَوْ بَعْضُ (الغَطَاريسِ) أَنْكَرُوا
وُجُودِي فَإنَّ الحَرْفَ يَهْوَى وِصَالِيَا

شُمُوخِي شُمُوخُ الغَيْمِ مِنْ فَوْقِ أَجْبُلٍ
يَفُوقُ عُلُوَّ النَّسْرِ إذْ طَارَ عَالِيَا

أُحِبُّ تَقَالِيدَ العُرُوبَةِ كُلّهَا
وَ لَا شَيءَ يُنْسِينِي العُصُورَ الخَوالِيَا

وَ مَا كُنْتُ للْأَحْبَابِ يَوْمًا مُعَادِيًا
أَو أنْكَرْتُ حُبَّ الحِبِّ، قَطْعًا حِبَالِيَا

بَلِ إنِّي إذَا الأَحْبَابُ رَامُوا عَدَاوَتِي
شَقَقْتُ عُبَابَ البَحْرِ مَدًّا وِصَالِيَا

يَرَى الكُلُّ فِيَّ الخَيْرَ فَالخَيْرُ شِيمَتِي
وَ تَدْرِي شُعُوبُ الأَرْضِ حَتْمًا خِصَالِيَا

أَنَا ابْنُ الشُّعُورِ الحَقِّ وَ الحِسُّ مَدَّنِي
بِشِعْرٍ وَ فِيهِ البَيْتُ يُبْدِي دَلَالِيَا

وَ مَا الشِّعْرُ فِي عَيْنِي كَلَامٌ وَ إنَّمَا
هُوَ الحُبُّ مَا إنْ حَلَّ جُبْتُ خَيَالِيَا

فَكَيْفَ يُقَالُ الشِّعْرُ فِي حَضْرَتِي وَلَا
يُدَاوِي كَمَا التِّرْيَاقِ حِينًا عُضَالِيَا

أخِي بَرْبَرِيٌّ لَيْسَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ
جِدَالٌ وَ قَدْ أُعْطِيهِ نَفْسِي وَ مَالِيَا

وَ مَهْمَا يَقُولُ الغَرْبُ زُورًا فَإنَّهُ
سَيَبْقَى أَخِي بِالقَلْبِ وَ الرُّوحِ غَالِيَا

طَرَدْنَا بِإسْلَامٍ وَ صَبْرٍ كِلَابَهُمْ
وَ هَذَا حَدِيثُ الجَدِّ مَا قَالَهُ لِيَا

سَأَبْقَى أُحِبُّ العُرْبَ مَا دَقَّ خَافِقِي
وَ يَبْقَى أَخِي بِالفِكْرِ وَ الصَّدْرِ جَالِيَا

أنَا ابْنُ جِبَالِ الشَّرْقِ (أَوْرَاسُ) مَوْطِنِي
وَ كُلُّ جِبَالِ الأَرْضِ تُمْسِي جِبَالِيَا

إذَا قُلْتُ مَدْحًا لَانَ صَخْرٌ تَقَرُّبًا
وَ إنْ قُمْتُ أَهْجُو فَالهِجَاءُ جَثَا لِيَا

وَ إنْ غَزَلًا قُلْتُ القَوَارِيرُ غِيرَةً
أَرَدْنَ مَوَاوِيلًا وَ شِعْرًا تَتَالِيَا

وَ كَيْفَ تَرُدُّ الحُورُ قَوْلًا مُنَمَّقًا
يَهُزُّ عُبَابَ البَحْرِ، رَامَ المَعالِيَا

أنَا مَنْ يَرَى الأَوْزَانَ وَ الحَرْفَ رَاحَةً
وَ لَسْتُ بِمَنْ يَهْوَى التَّعَالِي مُبَالِيَا

أَخُطُّ حُرُوفًا سَالَ دَمْعٌ لِخَطِّهَا
لِتَعْزِفَ لَحْنًا أَوْ تُجِيبَ سُؤَالِيَا

وَ أَدْرِي بِأَنِّي لَسْتُ مَنْ ذَاعَ صِيتُه
وَ لَسْتُ أَمِيرَ الشِّعْرِ، أُبْدِي سِجالِيَا

سَأَبْقَى عَلَى عَهْدِي وَعَهْدِي تَوَاضُعٌ
وَ لَوْ بَعْضُ عُذَّالِي أَبَاحُوا قِتَالِيَا

فريد مرازقة - 06 أفريل 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق