مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية

الخميس، 21 مارس 2019

الشاعر/ هائل الصرمي

❤أمي   ❤

من مثلها في البعد و القربِ
بالأنس والإشفاق والحبِ

لو كان في الدنيا لها مثلاً
لطمعت محتسبا بها ربي

لرحلت بحثا في خمائلها
لأعبَّ من شهدِ المنى شربي

أمي الهناء وبالهنا فرحي
وهي الرضاء وبالرضا حسبي

كنداوةِ الأوراق من قَطَرَا
تٍ للندى ونداوةِ العشبِ

نَحتتْ محبتَها على كَبِدي
وعلى مدى الأيام في كتبي

وتنزلتْ في حَثِّ طاعتِها
آياتُ وحيٍ قالَها  ربي

أمي أنا بل كل والِدَةٍ
مثل الصبابة تروى بالصب

تمشي الهوينَى أين سيدتي
كانت تجوب البيت بالقتْبِ

حطتْ رحالا في السرير  ولم
تَقوى النهوضَ لأضلعي تسبي

تتساءلُ الغرفاتُ أجمعُها
أفأين صوت الحب عن دربي

أين الضجيج وأينَ صاحبهُ
مَن يمزجُ الرحماتِ بالعتْبِ

أين الرؤومة في محاسنِها
ومليكة الحسنين والرَّكبِ

سيدوم كوز البيت ممتلئاً
بالأنسِ والإحساس والحُبِّ

والحسن كالإسعاد منتعشٌ
بالفل والريحان والرطب

رغم التداوي والقعود ضنا
لكنها الأنسام  للقلب

كالبدر كالأجرام في فَلكي
كالشمسِ في الأفاقِ والشهْب

بفؤادِها كم راقبتْ مَرحي
لتبلسمَ الآلام كالطب

وتود لو أبقى بجانبِها
تخشى علي فداحةَ الخطْبِ

بدعائها الأوزار من كتفي
تُجلى ويبقى الأنسُ في قربي

وعيونها وله يموسق  من
قيثارِهِ  فيزيلُ بي كربي

ويمد جسر تحننٍ وحِمى
من مشرقي يمتدُّ للغربِ

الله ما أقسى العقوق لمَنْ
رَبَّتْ وما أقساهُ من ذنْبِ

أماه من وجع الزمان هُنا
شوقي يهز ودمعتي تسبي

أدعو بحفظك كل ثانيةٍ
طول الحياة وخالقي حسبي

هائل الصرمي

جمعة مباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق