مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية

الخميس، 21 مارس 2019

الكاتبة/ عبير جويدة

من أنت؟
أتانى دون سابق معرفة وطرق باب قلبى بعنف وقوة حاصرنى من كل إتجاه وتخطى كل الحواجز الأمنية والأسوار الشائكة التى كنت  أقمتها  حول حياتى للتحصن بها ودخل حياتى ربما طواعية أو رغما عنى لست أدرى.
فقلبها رأسا على عقب وحولنى إلى كتلة مشاعر متحركة ،روح طائرة ،أحاسيس جارفة وتيار عواطف شديد يعصف بكل ما يقف أمامه.
حاولت الإبتعاد عنه خوفا منه ومنى أيضا ،خوفا على قلبى من السهر والشوق واللهفة والتفكير والوجع  وعلى حياتى المملة الكئيبة ولكنها رغم ذلك هادئة خالية من العواصف والتقلبات.
فررت وهربت منه لنفسى فوجدته سكن نفسى وأصبح جزءا منها بل أصبح هى ،فعدت إليه مستسلمة رافعة راية الأنهزام أمام جبروت مشاعره المستبدة الطاغية التى لم ترحمنى ولم تدع لى فرصة للفرار منها .
حتى تيقنت أنه لم يعد لى مأوى إلا قلبه فدخلته مستسلمة راضية ووجدت به كل ما أفتقده وأحلم به: شعرت بدفء أنسانى برودة الحياة وإحساس تغلغل بداخلى فأشعرنى برجفة وأيضا لذة .
وجدت به حب أشبع قلبى الجائع للعطف والحنان .
ولكن:
بعد أن سلمت له سفينتى وأعلنت راضية أن أخضع وأسلم لقيادة قلبه :غاب عنى فجاة فتملكنى الخوف والضعف وشعرت بألم شديد لا يوصف إنه ألم الفقد والحرمان بعد الاعتياد ،شعور يشابه ما يعانيه المدمن خلال فترة علاجه وابتعاده عن المخدر وأعراض انسحابه من جسده .
ألم وضياع ورغبة شديدة فى الابتعاد عن كل شئ فلم يعد يهمنى شئ ولم يعد يهمنى شئ ولا يرضيني فبلاه لا شئ وهو كل الحياة .
فمن أنت يا هذا ؟ومن أين أتيت؟ وأين اختفيت؟ وماذا فعلت بى ؟وماذا سيكون مصيرى معك ؟
قل لى بالله عليك:
لأى عالم تحملنى؟؟؟؟؟.
#عبير_جويدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق