مجلة أدبية * فنية * متنوعة * شعر فصحى* شعر عامي* قصة * ومضة* أجتماعية ثقافية * سياسية

الاثنين، 22 يناير 2018

إليك مُسافر _________البحر الكامل // زكيَة أبو شاويش _ أُم إسلام فلسطين _ قطاع غزَّة


في الفجرِ أبحرت السَّفينةُ من يدي___ ووقفُ أرقُبُ بُعدَها بالأدمعِ
والقلب طارَ قبيلَ فجرِ رحيلِها___ فأضأتُ فانوسَ الأمانِ لُمقلِعِ
البحرُ يأخُذُ بالسَّفينَةِ ... للنَوى ___ والبرقُ في أفُقِ المُنى لم يلمَعِ
فالبحرُ جلَّلَهُ الغَمامُ وقد نأت___ أفكار من بالشَّاطئ .. المتلوِّعِ
في كُلِّ يومٍ قد يفارقُ مهجةً ___ للبحرِ يأخُذُها شراعُ المُفجِع
هل في انتظارٍ للأحبّةِ نقتلي ___ إن غابَ أحبابُ بِكُلِّ الأضلُع
ضمَّت سحائبُ صمتنا اسَفاً وما ___قد كنتُ أخشى من فراقِ المُربعِ
ما كانَ في الحسبانِ ما قد ينتهي___بالبُعدِ لو جاء الزَمانُ بمُسرِع
فالأمُّ في المشفى تعاني غُربةً___ قد هدَّها مرضٌ وزادَ بمرتعِ
لا بدّ من سفرٍ يواسي حُبّها ___ والإبنُ كانَ الرُّوحَ هل من مودِعِ
تلكَ الرّسالةُ أجبرت من يرتضي ___قُرباً تتوقُ لهُ حياةُ المُرضِعِ
واللّهُ عوَّضَ صبرها في مُخلصٍ___ فالعهد إن شارت لهُ بالإصبَعِ
أنْ يتركَ الدُنيا لأجلِ حنونةٍ ___ ضحَّت بكُلِّ حياتِها ... للألمَعِ
قد كانَ هذا في الوفاءِ كدرَّةٍ ___ في تاجِ مملوكٍ .. لربٍ مُبدِعِ
هل سافرَالحبُّ الَّذي في قلبنا___ إنَّ الوفاءَ لمن وفى .. كالمرجِعِ
لا يأسَ يدفعني لأمواجٍ علت___ لا بُدّ من سفرٍ... وإن لم أصدع
لا لن يخيبَ الظَّنُ فيمن نرتجي___والعودُ أحمدُ إن أتى من مُسرِعِ
سأظلُّ أدعو بالشِّفاءِ لأُمِّهِ ___ والحفظُ من شرٍّ لمن لم يسمَعِ
ظنِّي بِهِ .. أنَّ اللِّقاءَ مُجَدِّدٌ___ حُبَّاً تقَلَّبَ في العزيزِ الموجِعِ
صلَّى الإلهُ على النَبيِّ محمدٍ ___ ما ماتَ عبدٌ والهوى لم يسطعِ
.........
السَّبت 3 جمادى الآخرة 1439 ه
20 يناير 2018 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق